U3F1ZWV6ZTQxNjUzNTcyMTMzOTk0X0ZyZWUyNjI3ODY3NTEyMjQwOA==

اثبات تحريف نص التعميد متي 28 : 19.

 

اثبات تحريف نص التعميد متي 28 : 19.


من أهم النصوص التى يستدل بها النصارى على التثليث نص متى 28 : 19

( اذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ ) ولكن جمهور علماء النقد النصى قالوا أن هذا النص  مُحرّف ودخيل على النص الأصلى.

أولا : يعتقد العلماء أن زمن كتابه الإنجيل المنسوب لمتى حوالى عام 80 م بالعبرية ؛ وأن أقدم مخطوطة يونانية ذكرت التعميد بالصيغة الثلاثية هى المخطوطة السينائية 325 م باليونانية،



بمعنى أن هناك فترة مفقودة حوالى ( 325-80= ) 245 عاما كاملة ما بين كتابه الأصل العبرى وبين أقدم مخطوطة مترجمة ذكرت هذا النص .



يعنى النص أساسا لا يوجد له سند ؛ وهذا حال الكتاب المقدس كاملا،

والغريب بشكل مريب بالرغم من أن هذا النص من أهم النصوص فى عقيدة النصارى ؛ إلا أنه لم يرد في الأناجيل الثلاثة الأخرى التي اتفقت على إيراد قصة دخول المسيح أورشليم راكباً على جحش .

فهل كان ركوبه على جحش أهم من ذكر التثليث الذى انفرد به متى 28: 19؟!


ثانيا : يسوع كان يقول لتلاميذه فى يوحنا 14 : 15

" إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاحْفَظُوا وَصَايَايَ "
فهل هناك أحد عمّد بهذه الصيغة؟!

* ولا واحد من التلاميذ عمّد بهذه الصيغة ؛ وهذا دليل أن التلاميذ لم يسمعوا هذه الوصية وأن المسيح لم يقلها من الأساس ؛ فنقرأ مثلا

* أعمال الرسل 2 : 38

" فَقَالَ بُطْرُسُ: «تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى اسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ "

* و فى إعمال الرسل 8 : 12

" بِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدُوا رِجَالاً وَنِسَاءً "

* وفى أعمال الرسل 8 : 16

" كَانُوا مُعْتَمِدِينَ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ "

* وفى أعمال الرسل 19 : 5

" اعْتَمَدُوا بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ "


 فأين التعميد باسم الآب والابن والروح القدس ؛ ان كان ولا واحد من التلاميذ اتبع وصية التعميد التى أوصى بها يسوع ؟!!

وحتى بولس لم يكن يعلم شيئا عن هذه الصيغة ؛ كما قال فى :

* أعمال الرسل 19 : 1

" قَالَ بُولُسُ: «إِنَّ يُوحَنَّا عَمَّدَ بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَةِ قَائِلاً لِلشَّعْبِ أَنْ يُؤْمِنُوا بِالَّذِي يَأْتِي بَعْدَهُ أَيْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ». 5 فَلَمَّا سَمِعُوا اعْتَمَدُوا بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ "

*وفى غلاطية 3 : 27

" لأَنَّ كُلَّكُمُ الَّذِينَ اعْتَمَدْتُمْ بِالْمَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ الْمَسِيحَ "


فجميع هذه النصوص تدل على أن التعميد كان باسم يسوع ؛ اما باسم الثلاثى فقد وردت مرة واحدة فقط دخيلة ومقحمة على السياق و لم يكن التلاميذ ولا بطرس ولا بولس يعلمون شيئا عن صيغة التعميد الثلاثية هذه.

فهل سنصدق قولا منسوبا لمتى الذى لم يكن يوماً من الأيام تلميذاً للمسيح ونكذب أقوال وأعمال رسل المسيح وتلاميذه ؟

ثالثا : نجد العديد من علماء النقد الكتابى ينتقدون هذا النص ؛ على سبيل المثال :

- كتاب من أجل المسيح For Christ's Sake– توم هاربر Tom Harpur – ص 103 :

" يتفق جميع أو أغلب العلماء المحافظين على أن الجزء الأخير من هذه الوصية على الأقل قد تم إضافته لاحقاً-------- أن الكنيسة الأولى لم تقم بتعميد الناس باستخدام هذه الألفاظ – بل إن التعميد كان باسم يسوع وحده "

- وجاء في تفسير بيك (Peake) للكتاب المقدس: والذي طبع سنة 1919، والذي نال إعجاباً عالمياً واعتبر المرجع الأساسي لدارسي الكتاب المقدس:

"يتم شرح هذه المهمة من خلال لغة الكنيسة وأكثر المعلقين يشككون في أن صيغة الثالوث موجودة في الأصل في إنجيل متى، حيث إن بقية العهد الجديد لا يحتوي على هذه الصيغة بل يصف التعميد كما تم تأديتـه باسم يسوع "


- وجاء في تفسير تيندال ( Tendal) للعهد الجديد - الجزء الأول، ص 275:

" إن من المؤكد أن الكلمات "باسم الآب والابن والروح القدس" ليست النص الحرفي لما قال عيسى، ولكن إضافة دينية لاحقة. "


- وجاء في الموسوعة الكاثوليكية - المجلد الثاني، ص 236:

" إن الصيغة التعميدية قد غيرتها الكنيسة في القرن الثاني من باسم يسوع المسيح لتصبح باسم الآب والابن والروح القدس "


- وفى الموسوعة الدولية للكتاب المقدس- المجلد الرابع، صفحة 2637، وتحت عنوان "العماد" Baptism :

" ماجاء في متى 28: 19 كان تقنيناً {أو ترسيخاً} لموقف كنسي متأخر، فشموليته تتضاد مع الحقائق التاريخية المسيحية، بل والصيغة التثليثية غريبة على كلام يسوع "



- وفي الإصدار المحقق الجديد للكتاب المقدس (NRSV)عن متى28: 19:

" يدعي النقاد المعاصرين أن هذه الصيغة نسبت زوراً ليسوع وأنها تمثل تقليداً متأخراً من تقاليد الكنيسة (الكاثوليكية)، لأنه لا يوجد مكان في كتاب أعمال الرسل (أو أي مكان آخر في الكتاب المقدس) تم التعميد فيه باسم الثالوث."


أخيرا : كيف يقول النص " تَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ " ؛ بينما الرب لم يُرسل يسوع إلا إلى خراف بنى إسرائيل الضالة بشهادة متى نفسه ؟!! 

* ألم يقل متى نفسه فى 2 : 5-6

" فَقَالُوا لَهُ: «فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ لأَنَّهُ هَكَذَا مَكْتُوبٌ بِالنَّبِيِّ: 6 وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ ) ؟

* ألم يقل متى نفسه فى 1 : 21 أن أمه ستلد ( ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ )


* ألم يقل متى نفسه أن يسوع مرسل لبنى اسرائيل فقط فى متى 15: 24

" لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ "


* ألم يقل متى نفسه أن يسوع عندما أرسل التلاميذ حدَّدَ لهم مهمتهم بالضبط وهى أن يُعلموا بنى إسرائيل فقط باقتراب ملكوت السماوات، فقال لهم فى متى 10: 5-7 : " إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. 6 بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ "

وهذا ما فعله التلاميذ ؛ ولكن يسوع لم يأت ولذلك خرج التلاميذ خارج مدن اسرائيل، فلماذا خرجوا ؟

ليأسهم من عودة المسيح ؛ ولأنهم كانوا مضطهدين ؛ كما فى أعمال الرسل 11 : 19

" أَمَّا الَّذِينَ تَشَتَّتُوا مِنْ جَرَّاءِ الضِّيقِ الَّذِي حَصَلَ بِسَبَبِ إِسْتِفَانُوسَ فَاجْتَازُوا إِلَى فِينِيقِيَةَ وَقُبْرُسَ وَأَنْطَاكِيَةَ وَهُمْ لاَ يُكَلِّمُونَ أَحَداً بِالْكَلِمَةِ إِلاَّ الْيَهُودَ فَقَط "


فاستفانوس أحد رسل المسيح عندما قُتل وكان بولس فرح لقتله ؛ تشتت رسل المسيح بسبب الاضطهاد والتعرض للقتل ولكن
الصاعقة أنهم كانوا ... " لاَ يُكَلِّمُونَ أَحَداً بِالْكَلِمَةِ إِلاَّ الْيَهُودَ فَقَطْ "

 ولو كانت الوصية الثانية من قول يسوع " فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ " فلم لم يُكرز التلاميذ للمدن التى دخلوها بعد هروبهم من اسرائيل ؛ وكانوا " لاَ يُكَلِّمُونَ أَحَداً بِالْكَلِمَةِ إِلاَّ الْيَهُودَ فَقَطْ " ؟

لذا واضح جدا من قول يسوع ومن فعل التلاميذ أن الوصية الثانية لم تكن من أقول يسوع ، ولذا اعترف علماء النصارى بأنها محرفة .
تعليقات
تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة